نسب الكواهلة
ينتسب الكواهلة بالسودان لجدهم الأكبر محمد كاهل بن عامر الملقب (مدش) بن يحيى (التنين) بن عبدالله بن الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي القرشي ينتهي نسبهم إلى عدنان، وأمه السيدة سكينة بنت الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- بن عبدالمطلب بن هاشم القرشي.
وأم جدهم عبدالله بن الزبير السيدة أسماء (ذات النطاقين بنت أبي بكر بن أبي قحافة التيمي القرشي)، وأم جدهم الزبير صفية بنت عبدالمطلب بن هاشم القرشي ويتضح من هذا إن الشيخ محمد الكاهل قرشي عربي معمم مخول ينتمي لأشرف قبائل العرب وينتهي نسبه إلى عدنان جد العرب.
وتفيد الدراسات والروايات إن الشيخ محمد كاهل عاش بالسودان الشرقي في حوالي القرن العاشر الهجري بنواحي “أكرا باي” وله من الولد ثلاثة عشر من الذكور وبنت واحدة، وعاصر نشأة السلطنة الزرقاء (مملكة الفونج) والتي ضمت إليها أقاليم السودان الشرقية بمساعدة قبيلة الأرتيقة وكان ذلك في أيام الملك عمارة دونقس، وعين شيخ قبيلة الأرتيقة الأمير عبدالله بوش الأرتيقي أميراً على شرق السودان واتخذ سواكن حاضرة لحكم الإقليم.
في عام 970هـ (1560) زار الشيخ عجيب المانجلك بن الشيخ عبدالله جماع سواكن وهو في طريقه إلى الحج ونزل ضيفاًعلى الأمير عبدالله بوش، وطلب مصاهرة أبناء عمار بن محمد كاهل لمعرفته يشرف نسبهم، فأرسل أمير الأرتيقة إلى الشيخ فاضل بن عمار فحضر هو وأخوه الشيخ عشيب، وأجاب أبناء عمار طلب الشيخ عجيب وزوجوه السيدة مريم بنت الشيخ عشيب التي أنجبت الشيخ عثمان بن الشيخ عجيب، وبعد إن كبر عينه والده ناظراً على عموم الأمرأر جرياً على عادة العبدلاب في فترة حكمهم إذ كانوا يصاهرون القبائل ثم يجعلون النظارة في ابنهم من بنت القبيلة، وأرسل له سيفاً ونحاساً وطاقية من الذهب السنارى وككراً وثياباً من الدمور والخيل العتاق وأمر بأن يكون ناظراً على عموم الأمرأر وعلى أخواله من بني محمد كاهل.
وبهذه المصاهرة توثقت عرى الولاء بين ملوك السلطنة الزرقاء و الأمرأر والكميلاب من أبناء محمد كاهل.
وتزوج الشيخ عثمان الملقب ب(ايلقد) وتعريبها (ذو الرجل البيضاء) – إذ كان يلبس في رجله اليمنى حجلاً من الفضة حتى تكون ثقيلة و تعوقه عن الهرب في ساعة القتال – إحدى بنات أخواله، وكذلك تزوج الشيخ قول من الأرتيقة بابنة الشيخ عشيب الكبرى وولد منها ابنه محمد قول، وهناك بلدة معروفة بهذا الاسم حتى اليوم.
تزوج الشيخ محمد كاهل بأربع نساء اثنتين من العرب هما الحضرية، وعزة بنت عفان بن الخليفة عثمان بن عفان الأموي القرشي واثنتين من السودان هما السنارية والفونجاوية واسمها أم در بنت المك أوشل أحد ملوك سنار، ويقال إن الشيخ محمد كاهل سكن بزوجته هذه عند ملتقى النيلين على الضفة الغربية للنهر حيث مدينة أم درمان الحالية والتي يقال إنها سميت عليها واستقر بهذه الديار حتى وفاته، ويقال إنه دفن بالضفة الشرقية للنيل في مقابر الكدرو شمال الخرطوم بحري. للشيخ محمد كاهل ثلاثة عشر ولداً ذكراً من نسائة الأربع، حيث أنجب من الحضرية حمد جد الاحامدة وانجبت عزة بنت عفان أربعة أولاد هم أبرق جد البراقنة، أسود جد الأساودة، وبدران جد البدارنة، وخليفة، وأنثى واحدة اسمها هدى، وانجبت الفونجاوية (أم در) ثلاثة أولاد هم رنيم وعمارة وبشارة وانجبت السنارية خمسة أولاد هم سعيد ونفيد وزياد وعباس وخلبوس.
استفاد أبناء وأحفاد الشيخ محمد كاهل من مصاهرتهم للعبدلاب والفونج وانفتحت أمامهم أقاليم المملكة المختلفة للهجرة فهاجر الكثيرون منهم إلى أرض البطانة، ثم إلى الجزيرة، ومنها إلى النيل الأبيض ثم إلى الغرب حتى بادية كردفان.
انتسب كل فرع من فروع الكواهلة المعروفة إلى أحد أبناء الشيخ محمد كاهل، وصاروا يعرفون في مجموعهم بالكواهلة، واستقرت كثير من الفروع في مكان واحد، وربما استقر فرع واحد في مكان واحد وهذا هو السبب في انتشار فروع قبيلة الكواهلة في غالبية أقاليم السودان الشمالي.